الحكومة الإماراتية تطلق حملة وطنية لدعم الصحة النفسية خلال أزمة كوفيد19
غالبًا ما يؤدي انتشار الأمراض المعدية مثل كوفيد19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد إلى إثارة مشاعر الخوف والقلق التي قد تترك أثرًا لا يستهان به على الصحة النفسية للبالغين والأطفال على حد سواء. وقد يسبب الإجهاد النفسي في مثل هذه الأزمات تغيرات في نمط حياة الفرد ومشاعره إذ يشعر بالخوف على صحته وصحة أحبائه وتتغير انماطه في النوم والشهية. وقد يواجه صعوبات في النوم أو التركيز، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلات الصحية المزمنة وزيادة استخدام المواد المضرة والمسببة للإدمان. وفي ضوء سياسات التباعد الاجتماعي التي طبّقتها الحكومات لغايات احتواء المرض، تتأثر الصحة النفسية للأفراد بشكل سلبي. حرصًا على ضمان سلامة الصحة النفسية لأفراد المجتمع، أطلقت الحكومة الإماراتية ممثلة بالبرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة حملةً تهدف إلى تقديم الدعم النفسي وبث روح الإيجابية وتعزيز مهارات المرونة والتكيف فضلًا عن توطيد العلاقات الاجتماعية ضمن الأسرة الواحدة والمجتمع ككل. وتعتمد هذه الحملة التي أُطلقت في أواخر شهر مارس 2020 على التقنيات الحديثة لإدارتها بشكل افتراضي وتقديم سلسلة من البرامج التوعوية ومجموعات افتراضية للدعم النفسي أشرف على إعدادها خبراء متخصصين في مجال الطب النفسي.كما تركز الحملة أيضًا على تعزيز جودة الحياة في بيئات التعلم والعمل وتشجع على تبني قيم العطاء والتعاون والتكاتف وخدمة المجتمع. تشمل الحملة الوطنية للدعم النفسي ثلاثة مكونات رئيسية تتمثل في تقديم سلسلة من البرامج التوعوية القصيرة وبث مباشر يومي لتقديم الدعم والمشورة النفسية عبر موقع إنستغرام وجلسات افتراضية مغلقة لتوفير الدعم النفسي الاجتماعي لمختلف الفئات باستخدام برنامج مايكروسوفت تيمز (Microsoft Teams). وتستهدف الحملة الأطفال والأهل والطلبة العائدين إلى الإمارات العربية المتحدة وكبار السن والقائمين على رعايتهم والأمهات العاملات وربات المنازل وأصحاب الهمم وأسرهم والأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة وأولئك الذين أصيبوا بكوفيد19 وأسرهم وطواقم الرعاية الصحية (وخاصةً العاملين في الخطوط الأمامية) وجميع الأشخاص الذين يمارسون عملهم عن بعد. ينصب تركيز الحملة على تمكين أفراد المجتمع في الإمارات من التأقلم مع الوضع الجديد والتكيف مع هذه الأوقات العصيبة دون الشعور بالقلق أو الهلع أو الرهاب المبالغ به. كما تسعى إلى تزويد الأفراد بالمهارات التي تساعدهم على الشعور بالتفاؤل والإيجابية والتعاطف مع الآخرين. ولضمان اتباع منهجية شاملة، تعاون البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة مع خبراء الصحة النفسية من القطاعين الحكومي والخاص لتقديم هذه الجلسات. ويعمل هؤلاء الخبراء في جهات متنوعة مثل وزارة التربية والتعليم وهيئة تنمية المجتمع ومستشفى الجليلة وهيئة الصحة بدبي وشرطة دبي وجامعة الإمارات وغيرها.